إيمان أبي طالب - الشيخ المفيد - الصفحة ٢٢
ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل (1 و 2) وفي هذه الأبيات أيضا بيان لمن تأملها في صحة ما ذكرناه من إخلاص أبي طالب رضي الله عنه، والولاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبذل غاية النصرة له، والشهادة بنبوته وتصديقه حسب ما ذكرناه.
وقد جاءت الأخبار متواترة لا يختلف فيها من أهل النقل اثنان، أن قريشا أمرت بعض السفهاء أن يلقي على ظهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلى (3) الناقة إذا ركع في صلاته، ففعلوا ذلك، وبلغ الحديث أبا طالب، فخرج مسخطا (4) ومعه عبيد له، فأمرهم أن يلقوا السلى عن ظهره صلى الله عليه وآله وسلم ويغسلوه، ثم أمرهم أن يأخذوه فيمروه على سبال (5) القوم، وهم إذ ذاك وجوه قريش، وحلف بالله أن لا يبرح حتى يفعلوا بهم ذاك، فما امتنع أحد منهم عن طاعته، وأذل جماعتهم بذلك وأخزاهم (6).

(١) الحلائل: جمع حليلة، وهي الزوجة " المحاح - حلل - ٤: ١٦٧٣ ".
(٢) إضافة إلى المصادر المتقدمة، راجع: صحيح البخاري ٢: ٧٥ السنن الكبرى ٣: ٣٥٢، دلائل النبوة للبيهقي: ٦: ١٤١، الخصائص الكبرى ١: ١٤٦ وص ٢٠٨.
(٣) السلى: الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه " لسان العرب - سلا - ٤: ٣٩٦ ".
(٤) خ ل: مغضبا.
(٥) السبال: جمع السبلة، وهو الشارب " الصحاح - سبل - ٥: ١٧٢٤ ".
(٦) الكافي ١: ٣٧٣ / ٣٠، تفسير القرطبي ٦: ٤٠٥.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»