مقتضب الأثر - أحمد بن عياش الجوهري - الصفحة ٤٥
له مقاليد أهل الأرض قاطبة * والأوصياء له أهل المقاليد هم الخلائف اثنا عشرة حججا * من بعده الأوصياء السادة الصيد حتى يقوم بأمر الله قائمهم * من السماء إذا ما باسمه نودي فلما قرء عبد الملك الكتاب وأخبره طالب بن مدرك وكان رسوله إليه بما عاين من ذلك، وعنده محمد بن شهاب الزهري قال:
ماذا ترى في هذا الامر العجيب فقال الزهري: أرى وأظن أن جنا كانوا موكلين بما في تلك المدينة حفظة لها، يخيلون إلى من كان صعدها، قال عبد الملك: فهل علمت من أمر المنادى باسمه من السماء شيئا؟ قال: أله عن هذا يا أمير المؤمنين! (1) قال عبد الملك: وكيف ألهو عن ذلك وهو أكبر أوطاري؟ لتقولن باشد ما عندك في ذلك سائني أم سرني؟ فقال الزهري: أخبرني علي بن الحسين عليه السلام ان هذا المهدى من ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عبد الملك: كذبتما لا تزالان تدحضان في بولكما، وتكذبان في قولكما، ذلك رجل منا! قال الزهري أما أنا فرويته لك عن علي بن الحسين عليه السلام فان شئت فأسئله عن ذلك ولا لوم على فيما قلته لك فان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم فقال عبد الملك: لا حاجة لي إلى سؤال ابن أبي تراب فخفض عليك يا زهري بعض هذا القول فلا يسمعه منك أحد، قال الزهري لك علي ذلك (2).
قال الشيخ: وحدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن ملك النحوي الواسطي، قال: حدثنا علي بن محمد بن سنان، قال: أتشدني محمد بن زياد بن عقبة الأعرابي أبو عبد الله، قال: أنشدنا جماعة من الأسديين منهم

(1) لهى عنه: سلا عنه وغفل وترك ذكره واعرض عنه.
(2) أخرجه في البحار ج 13 ص 40.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»