سعيد (1) الأسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ، وإنهم أخذوه والرضا عليهما السلام عند المأمون فحملوه إلى الفاقة (2) وهو طفل بمكة في مجمع [من] (3) الناس بالمسجد الحرام فعرضوه عليهم.
فلما نظروا إليه وزرقوه (4) بأعينهم خروا لوجوههم سجدا، ثم قاموا فقالوا لهم:
ويحكم (5)! إن مثل هذا الكوكب الدري والنور المنير يعرض على أمثالنا؟!
وهذا والله الحسب الزكي، والنسب المهذب الطاهر، والله ما تردد إلا في أصلاب زاكية وأرحام طاهرة، والله ما هو إلا [من] (6) ذرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله فارجعوا واستقيلوا الله واستغفروه، ولا تشكوا في مثله.
وكان (7) في ذلك الوقت سنه خمسة وعشرين شهرا.
فنطق بلسان أرهف (8) من السيف، وأفصح [من] (9) الفصاحة، يقول:
الحمد لله الذي خلقنا من نوره (10) بيده، واصطفانا من بريته، وجعلنا امناء على خلقه ووحيه.
معاشر الناس، أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام أنا ابن فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله.