أن أعلمه إياه وأن أعلمكم أنه عنده، فاسألوه وتعلموا منه ومن أوصيائه، ولا تعلموهم ولا تتقدموا عليهم، ولا تتخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم، لا يزايلهم ولا يزايلونه.
ثم قال علي صلوات الله عليه لأبي الدرداء وأبي هريرة، ومن حوله: يا أيها الناس، أتعلمون أن الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ((1)) فجمعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وحسنا وحسينا في كساء واحد، ثم قال: اللهم هؤلاء أحبتي وعترتي وثقلي وخاصتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة: وأنا. فقال (صلى الله عليه وآله) لها: وأنت إلى خير، إنما أنزلت في، وفي أخي علي، وفي ابنتي فاطمة، وفي ابني الحسن والحسين، وفي تسعة من ولد الحسين خاصة، ليس فيها معنا أحد غيرنا. فقام جل الناس، فقالوا: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك، فسألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.
فقال علي (عليه السلام): ألستم تعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس) ((2)).
فقام سلمان (رضي الله عنه) عند نزولها، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيهم إبراهيم؟