الله وفي سبيل الله وفي وجهه يوم تسود وجوه وتبيض وجوه لا يباع ذلك ولا يوهب ولا يورث حتى يرثه الله عز وجل ويتقبله بذلك قضيت ما بيني وبين الله ما قدمت حي أنا أو ميت.
هذا ما قضى علي بن أبي طالب في ماله وأوجبه، يقوم على ذلك الحسن بن علي ما دام حيا "، فإن هلك فالحسين بن علي يليها ما دام حيا "، فإن هلك فالأول من ذوي السن والصلاح من ولده واحد بعد واحد، يعدل فيها، ويطعم بالمعروف، ويصلحون فيها كإصلاحهم أموالهم ولا تباع من أولاد من بهذه القرى (1) الأربع من العبيد أحد، وغلتها للمؤمنين أولهم وآخرهم، فمن وليها من الناس فاذكره الإجتهاد والنصح والحفظ والأمانة.
وهذا كتاب علي بن أبي طالب بيده، وهذه الصدقة في سبيل الله واجبة نبلة تصرف في كل نفقة في سبيل الله ووجهه، وذوي الرحم، والفقراء والمساكين، وابن السبيل، يقوم على ذلك أكبر ولد فاطمة عليها السلام من ذوي الأمانة والصلاح، ويصلحها اصلاحه ماله يزرع ويغرس وينصح ويجتهد. لا يحل لاحد وليها أن يحكم فيها، ولا أن يعمل بغير عهدي.
وكتب علي بن أبي طالب بيده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين.
وشهد عبيد الله بن أبي رافع (2).