أرقاه إلى فوق الكعبة الرسول، وأنزله عنه ودلاه جبرائيل عليه السلام، وجعله الله عز وجل باب رسوله المنصوب من دونه الذي منه يؤتى إليه، ومولى المؤمنين بشهادته الرسول بذلك له، وأعز به أولياءه، وقتل به أعداءه، وجعله ولي المؤمنين بشهادة الرسول. وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، وصاحب لواء الحمد، وأول من يدخل الجنة، وجعله أخا لرسوله وبمنزلة هارون من موسى منه، وأشبه الناس بإبراهيم خليله، وأول الناس إيمانا به وبرسوله، وأحله محل نفسه، وجعله وصيه من بعده، والشاهد على الأمة الذي يتلوه، ومجاهد المنافقين، والمقاتل على التأويل، وأمر بسؤاله عما فيه يختلفون، والرد إليه ما لا يعلمون، وأودعه علمه، واختصه بسره، وأخبر أنه مغفور له، وورثه تراثه من بعده، وافترض على الأمة مودته، وأخبر أنه ربانيها وحبرها، والمعصوم منها، وأودعه علم ما يكون من بعده، وجعل الإمامة فيه وفي ولده، وأمره بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وأخبر أنه أقرب الناس إليه أجمعين، وأعلم بفضله، وفضل الأئمة من ذريته، وفضل أهل ولايته وشيعته، وبما أعده الله عز وجل لهم من ثوابه وكرامته، وما شهد له به رسول الله صلى الله عليه وآله مما آتاه الله عز وجل على يديه، وأصاره بفضله إليه من الحكمة والعلم والمعرفة بالحلال والحرام والقضايا والأحكام، وأخبر أنه أقضى الأمة، وأعلمهم بالكتاب والسنة، وما أمر به من اتباعه وطاعته وافترضه على الأمة من ولايته ومودته ومودة أهل بيته، وما نطق الكتاب به من ذلك وما اجتمعت الأمة عليه من فضله وعفافه وزهده وورعه وحسن سيرته وسياسته وعدله ونصرته لأهل الحق ورأفته بهم ورحمته لهم وشدته على أهل الباطل، وغلظته لا يشك محق في عدله، ولا يطمع مبطل في ميله أحب الناس إليه من اتقى الله عز وجل وعمل بطاعته، وأبغضهم إليه من تعدى أمره، وعمل بمعصيته، لا يطمع من قرب منه في اثرته، ولا يخاف من بعد عنه
(٤٢٢)