عباده العلماء " (1)، وقد ذكرت فيما تقدم ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله من الشهادة لعلي صلوات الله عليه بالعلم، وسوف نذكر بعد هذا ما يؤيد ذلك [ما] شهد له به الصحابة. وقوله: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنكم لن تجدوا من هو أعلم بما بين اللوحين مني. ولم يدع مقامه في ذلك أحد غيره، ولم يزالوا أيام حياته يسألونه، ولم يسأل هو أحد منهم. وقد عدوا من الصحابة رجالا " ذكروهم بالعلم، فقالوا: المذكورون بالعلم من الصحابة: علي بن أبي طالب عليه السلام، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وعثمان بن عفان، وزيد بن ثابت (2)، وجابر بن عبد الله، وأبو موسى الأشعري، وعمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وسلمان الفارسي، وحذيفة بن اليمان، وكل هؤلاء معترف لعلي صلوات الله عليه بالعلم، مقر له بالفضل فيه، وهم وإن عدوا في العلماء فإنهم لا يبلغون مكانه من العلم ولا يقاس أحد منهم به فيه، فقد فضلهم وفاقهم علي عليه السلام بما حار من درجات الفضل بما ذكرناه ونذكره عنه صلوات الله عليه.
[4 - الجهاد] ثم ذكروا فضل الجهاد في سبيل الله وأهله لقول الله عز وجل: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا " عظيما ". درجات