كمثل العبد الصالح الذي قال له موسى: " هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " (1).
ويحك، اجلس حتى أخبرك بما سمعت وحفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: إن الله عز وجل لما أعطى موسى التوراة وعلمه من كل شئ قال موسى: أنا أعلم الناس، فلما لقي الخضر عليه السلام أقر له بعلمه ولم يحسده كما حسدتم أنتم عليا " عليه السلام، وكان خرقه للسفينة لله رضا، وسخطا لأهل الجهالة من الناس، وكان قتله الغلام لله رضا "، وسخطا " لأهل الجهالة من الناس.
ويحك يا شامي، إنا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد تزوج زينب بنت جحش (2)، وكان يطعم الحيس، وأقام أسبوعا " يطعم الناس، وكنا إذا دخلنا إليه جلسنا عنده نتحدث، وكان ذلك يؤذيه ولم نعلم، فأنزلت هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فأدخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق " (3). فكنا إذا اكلنا خرجنا من عنده، فلما أتم أسبوعا " خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى منزل أم سلمة، وكان علي عليه السلام لم يأته في ذلك الأسبوع حياء منه، فأقبل لما بلغه أنه خرج إلى منزل أم سلمة حتى وقف على الباب; فقرعه قرعا " خفيفا "، فعرفه النبي صلى الله عليه وآله