ودخلوا إلى دار الخمار وهو من بعض النصارى واحضروا طعاما فأكلت معهم وابتاعوا خمرا وسألوني ان اشرب معهم فلم افعل وغلبوا على رأيي وسقوني فشربت وجاؤوا بغلمان حسان فحملوني ان افعل كما فعلوا فزين لي الشيطان سوء عملي ففعلت وأقمت أياما ببغداد وخرجت إلى العسكر فوردتها وأفضت علي الماء من الدجلة ولبست ثيابا طاهرة وصرت إلى المسجد الذي على باب سيدي أبي محمد الحسن (عليه السلام) وفيه قوم يصلون فصليت معهم ودخلت فإذا انا بسرور الخادم قد دخل المسجد فقمت مسرورا إليه فوضع يده بصدري ودفعني عنه ثم قال لي هاك وطرح بيدي دنانيرا وقال لي: مولاي يقول لك ويأمرك ان لا تصير إليه فتقدم من وصولك ببغداد وأرجع من حيث جئت وهذه نفقتك من دارك بالكوفة وإليها راجعا إلى ما نفقته في دار الروميين فرجعت باكيا إلى بغداد ومنها إلى الكوفة وأخبرت والدتي بما كان مني وكلما نالني ولم أخف منه شيئا والذهبي حسبما اتفقنا فوجدنا الذي أعطانا إياه الخادم لا يزيد حبة ولا ينقصن حبة الا دينارين وزنتها في دار الروميين فلبست الشعر وقيدت رجلي وغللت يدي وحبست نفسي إلى أن توفي أبو محمد الحسن (عليه السلام) بيوم الجمعة لثمان ليال خلت من ربيع الأول سنة ستين ومائتين ثم أطلقت نفسي بعد ذلك فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أحمد بن سند ولا والعباس التبان الشيبين قال: تشاجرنا ونحن سائرون إلى سيدنا أبي محمد الحسن (عليه السلام) بسامرا في الصلاة وفي الخبر المروي عن السجود على سبع أعضاء اليدين والركبتين والقدمين والوجه دون الانف فصرنا نلتمس الاذن فصادفنا ركوبه إلى دار أبي بحير، وقفنا في الشارع فلما طلع علينا بوجهه الكريم نظر إلينا فعلمنا ما يريدنا به ثم وضع سبابته اليمنى على جبهته دون انفه وقال هو على هذه دون هذا وانفذ إصبعه من جبهته إلى انفه قال وتشاجرنا في اكل اللحم فلم نستنم كلامنا حتى دخل علينا لؤلؤ الخادم فاخذ لحم غنم واكتنفنا وقال