الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٧٩
لبيعتهم الخاسرة ولا يخرج إليهم متشاغلا بوصاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأزواجه وتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عدات ودينا فجمعوا الحطب ببابنا وأتوا بالنار ليحرقوا البيت فأخذت بعضاذتي الباب وقلت: ناشدتكم الله وبأبي رسول الله (عليه السلام) ان تكفوا عنا وتنصرفوا فأخذ عمر السوط من قنفذ مولى أبي بكر، فضرب به عضدي فالتوى السوط على يدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله فرده علي وانا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر، وصفق وجهي بيده حتى انتثر قرطي من اذني وجاءني المخاض فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم فهذه أمة تصلي علي، وقد تبرأ الله ورسوله منها وتبرأت منها.
فعمل أمير المؤمنين بوصيتها، ولم يعلم بها أحد وأصبح الناس في البقيع ليلة دفن فاطمة (عليها السلام) أربعون قبرا جددا وان المسلمين لما علموا بوفاة فاطمة ودفنها أتوا أمير المؤمنين (عليه السلام) يعزونه بها، فقالوا: يا أخا رسول الله أمرت بتجهيزها وحفر تربتها فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ووريت ولحقت بأبيها (صلى الله عليهما) فقالوا: انا لله وانا إليه راجعون تموت بنت محمد، ولم يخلف ولدا غيرها ولا يصلي عليها، ان هذا الشئ عظيم.
فقال (عليه السلام): حسبكم ما جئتم به على الله ورسوله من أهل بيته ولم أكن والله أعصيها في وصيتها التي وصت بها أن لا يصلي عليها أحد منكم وما بعد العهد غدر.
فنفض القوم أثوابهم وقالوا: لا بد من الصلاة على بنت نبينا ومضوا من فورهم إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبر جددا، فاستشكل عليهم قبرها بين تلك القبور فضج الناس، ولام بعضهم بعضا، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيكم ولا الصلاة عليها ولا تعرفون قبرها فتزورونها.
فقال أبو بكر: أتوا نساء المسلمين من ينشر هذه القبور حتى تجدوا
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 175 176 177 178 179 180 181 183 184 185 ... » »»
الفهرست