ودخلت الجنة وناداني كل ما فيها من شئ حتى ثمارها، وأخذ حبيبي جبريل (عليه السلام) تفاحة من تفاح الجنة، فقال لي يا رسول الله ربك يقرئك السلام، ويقول لك: خذ هذه التفاحة فإن من مائها إذا تخلق تفاحة الدنيا والآخرة، وهي فاطمة ابنتك ورأيت النار وما فيها ثم هبطت إلى الدنيا فوافيت خديجة (عليها السلام) فحملت بفاطمة.
وصدق هذا الخبر في التفاحة قول عائشة وقد دخل عليها بالمدينة نسوة من العراقيات وعندها نسوة من الشاميات فقلن لها يا عائشة نسألك عن خروجك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على ضلال استحللت قتاله أم على حق فبغيت عليه فقالت عائشة ويحكن يا عراقيات لقد سألتنني عن الداهية الدهياء والطامة العظمى، ان عليا (عليه السلام) كان لله ناصرا ولدين الله ثابتا قائما بالحجة وخليفة النبوة وأديب الملائكة وقريع الوحي يسمعه بكرة وعشيا ويعيه في اذن واعية، وحجته على خلقه والباب بينهم وبينه وما عسى أن أقول في أبي الحسن وقد اشتبكت رحمه برسول الله (صلى الله عليه وآله) كاشتباك الأصابع المتشابكة بالأوصال المتحابكة فصارت النفس واحدة وأودعت جسمين فما يفارق جسم رسول الله ويرى ثقل حبيبه وخليله وقرة عينه الذي كان أحب الناس إليه مريم الكبرى والحوراء التي أفرغت من ماء الجنة من تفاحة في صلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقحت أكرم لقح وانتجبت أكرم من نجب فهو وابناه كبعض فضل الله لأن عليا (عليه السلام) أعلاهم فضل من الله ومنزلة عند الله ورسوله وسماكن مسلمات وجعلكن مؤمنات وهداكن سبلا، وجعل الأرض لكن مهادا وذللا فقلن الشاميات فما بال علي أمير المؤمنين يلعنه معاوية على منابر الشام؟ فقالت: ويلكن يا شاميات ان معاوية احتقب بخزيه إلى خزيكن وبعماه إلى عماكن والله لولا أني اكره لأمرت بنفيكن أخرجن يا ناريات.
وكانت فاطمة (عليها السلام) غمضت عينها وحفظت نفسها ومدت