الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٨٥
ليأذن لهم في قتله فقال لهم مهلا يرحمكم الله إني أقدر على هلاكه منكم ولا بد ان تحق كلمة العذاب على الكافرين ومضى الأشعث لعنه الله عليه بنيان خطة وهي المعروفة بالأشعثية وبنى في داره مئذنة عالية فكان إذا ارتفعت (أصوات) مؤذني أمير المؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة صعد الأشعث إلى مئذنته فنادى نحو المسجد يريد أمير المؤمنين انا كذا وكذا انك ساحر كذاب واجتاز أمير المؤمنين في جماعة من أصحابه في خطة الأشعث ابن قيس لعنه الله وهو على ذروة بنيانه فلما نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) اعرض بوجهه فقال له ويلك يا أشعث حسبك ما وعد الله لك من عنق النار فقال أصحابه يا أمير المؤمنين وما معنى عنق النار، فقال: ان الأشعث لعنه الله إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق ممدودة حتى تصل إليه وعشيرته ينظرون فتبلعه فإذا خرجت به عنق النار لم يجدوه في مضجعه فيأخذون عليهم أثوابهم ويكتمون أمرهم ويقولون لا تقروا بما رأيتم فيشمت بكم أصحاب أمير المؤمنين فقال له أصحابه يا أمير المؤمنين ما يصنع به عنق النار فقال أمير المؤمنين عجلت عليه النار يكون فيها جثيا معذبا إلى أن نورده النار بعد ذلك في الآخرة فقالوا يا أمير المؤمنين فكيف عجلت له النار في الدنيا فقال (عليه السلام) لأنه كان يخالف الله ويخاف النار فيعذبه الله بالنار وبالذي كان يخاف منه فقالوا يا أمير المؤمنين وأين يكون عنق هذه النار قال في هذه الدنيا والأشعث فيها على كل يوم حتى تقذفه بين يديه فيراه بصورته ويدعوه الأشعث ويستجير ويقول أيها العبد الصالح ادع ربك لي يخرجني من هذه النار التي جعلها الله عذابي في الدنيا والآخرة أي والله لبغضي في علي ابن أبي طالب وفي محمد (عليهما السلام) فيقول له المؤمن لا أخرجك الله منها في الدنيا ولا في الآخرة وأي والله ويقذفه عند عشيرته وأهله ممن شك ان عنق النار أخذته حتى يناجيهم ويناجونه ويقول لهم:
إذا سألوه بما صرت معذبا في هذه الدنيا، فيقول لهم: شكي في محمد وبغضي لعلي (عليهما السلام) وكراهتي لبيعته وخلافي عليه وخلافي لبيعته
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست