قال أنس: فأتيته ورسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في المسجد فلما رآني قال: يا أنس. قلت: لبيك يا رسول الله فقال: دعاني أبوك! فقلت: نعم قال: قوموا قال: ثم لما يمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مجلس إلا قال (لهم): قوموا.
قال (أنس): وخرجت سريعا حتى جئت أبا طلحة فقلت له:
هذا رسول الله صلى الله عليه وآله قد جاءك بالناس. فقال أبو طلحة: أولم آمرك أن تخفيه القول! قلت: إنما سألني هل دعاني أبوك! فقلت: نعم لم أكذبه.
قال: فتلقى أبو طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب الدار فقال: يا رسول الله إنما هو شئ أردنا / 24 / أ / أن نتحفك به (خاصة) فقال: ادخل. فدخل هو ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: وأم سليم معها عكة تعصرها قد يبست أو كادت (أن) تيبس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ناولينيها عسى أن أكون لها أحسن عصرا منك!؟ فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده فقال بالسمن هكذا قال: ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على رأس الثريد فقال: يا أبا طلحة أدخل عشرة. فأدخل عشرة ثم عشرة فأكلوا حتى ثملوا وأفضلوا وأهدوا لجيرانهم.