هارون. الا إني ختمت بك النبيين فلا نبي بعدي فهم الأئمة الهادية أفما تفقهون؟ أفما تبصرون. أما تسمعون؟ ضربت عليكم الشهاب فكأن مثلكم مثل رجل في سفر اصابه عطش شديد حتى خشي أن يهلك فلقي رجلا هاديا بالطريق فسأله عن الماء فقال: أمامك عينان إحداهما مالحة والأخرى عذبة فإن أصبت المالحة ضللت وهلكت وإن أصبت العذبة هديت ورويت.
فهذا مثلك أيتها الأمة المهملة كما زعمت وأيم الله ما أهملك لقد نصب لكم علما يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام فلو أطعتموه ما اختلفتم ولا تدابرتم ولا تقابلتم ولا تبرأ بعضكم من بعض فوالله إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم وإنكم بعده لناقضون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم وإنكم على عترته لمختلفون متباغضون إن سئل هذا عن غير ما يعلم أفتى برأيه وإن سئل هذا عما يعلم؟ أفتى برأيه ولقد هديتم فتحاربتم (3).
وزعمتم أن الاختلاف رحمة!؟ هيهات أبى ذلك كتاب الله عليكم يقول الله تبارك وتعالى / 50 / ب /: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) (105 / آل عمران: 3) (ثم) أخبرنا باختلافهم فقال: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) (119 / هود 11) (اي خلقهم) للرحمة وهم آل محمد وشيعته سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يا علي أنت وشيعتك على الفطرة وسائر الناس منهم براء " فهلا قبلتم من نبيكم كيف وهو يخبركم بانتكاصكم وينهاكم