منكما. فقال العباس لشيبة: انقطع خصومتنا وتبقى خصومتنا مع هذا الصبي! فجاؤوا ويد علي في يد العباس وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يتزحزح لاحد عن مكانه إلا للعباس؟
وكان يقول: العباس صنو أبي فمن أكرم العباس فقد أكرمني. فتزحزح للعباس عن مكانه وأجلسه عن يمينه وأجلس شيبة عن يساره وأجلس عليا بين يديه وكان أحدث القوم سنا فحول وجهه إلى العباس وقال: / 31 / ب /: يا عماه (ألك) حاجة؟ قال: نعم يا ابن أخي إني اختصمت أنا وشيبة فقلت: أنا أكرم منك إذ السقاية لي. وقال شيبة: أنا أكرم منك إذ البيت لي. فاستقبلنا هذا الصبي فقال: أنا خير منكما. فأخبرنا من خير الثلاثة؟ فقال رسول الله: (إنما) أنا بشر مثلكم يوحى إلي حتى يأتي جبرئيل صلى الله عليه فأسأله عن ذلك؟ فنزل جبرئيل فقال:
يا محمد إن الله يقول لك: اقرأ. قال: وما أقرأ. قال: اقرأ (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله؟ لا يستوون عند الله) (19 / التوبة: 9) فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا عماه هذا الله يخبرني بأن عليا خير منكما.
قال: فقام العباس فقبل رأس علي ثم قال: رضينا بما فعل الله وفعل رسول الله.