خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ١٨١
ومنها: التتمات، لرضي الدين علي بن طاووس في مجلدات، قال في المجلد الأول منه المسمى بفلاح السائل، في جملة كلام له في المراقبة والخلوة:
ولقد كان بعض العارفين يكثر الخلوات، فقيل له: أما تستوحش لمفارقة الأهل والجماعات؟ فقال: أنا جليس ربي، إن أحببت أن يحدثني تلوت كتابه، وإذا أحببت أن أحدثه دعوته وكررت لخطابه، قلت أنا: وكم من مطلب عزيز، وحصن حريز في الخلوة بما لك القلوب، وكم هناك من قرب محبوب، وسر غير محجوب، فلما رأيت فوائد الخلوة والمناجاة، وما فيها من مراد لعبده من العز والجاه والظفر بالنجاة، والسعادة في الحياة وبعد الوفاة، وجدت في المصباح الكبير الذي صنفه جذي لبعض أمهاتي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله شيئا عظيما من الخير الكثير، ثم وقفت بعد ذلك على تتمات ومهمات فيها مراد لمن يحب لنفسه بلوغ غايات، ولا يقنع بالدون، ولا يرضى بصفقة المغبون، وعرفت أن لسان حال المالك المعبود يقول لكل مملوك مسعود: أي عبدي، قد قيدت السابقين من الموقنين والمراقبين والمتقين وأصحاب اليمين يأملون فلا يقدرون على زيادة الدرجات الآن، وأنت مطلق في الميدان، فما يمنعك من سبقهم بغاية الامكان، أو لحاقهم في مقامات الرضوان؟!
فعزمت أن أجعل ما أختاره بالله جل جلاله مما رويته أو وقفت عليه، وما يأذن جل جلاله لي في إظهاره من أسراره كما يهديني إليه، وما أجده من كيفية الاخلاص وما يريد الله جل جلاله لعقلي وقلبي من مقامات الاختصاص، وما ينكشف لي بلطف مالك الكشف من عيوب الاعمال، واخطار الغفلة والاهمال، وما لم يخطر الآن على بالي معناه، ولا يحضرني سره وفحواه، وأجعل ذلك كتابا مؤلفا اسميه كتاب مهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد (1).

(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»