خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ١٧٥
آخره. وهو شرح طويل إلا أنه بلغ إلى أوائل باب الباء، ولم يوفق لاتمامه.
قال السيد المعظم: وكتاب الأبواب المرتب على الطبقات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى العلماء الذين لم يدركوا أحد الأئمة عليهم السلام (1).
قلت: هذا كتابه الذي يعرف برجال الشيخ، وغرضه الأصلي من وضع هذا الكتاب - كما أشار إليه المحقق الكاظمي في عدته - هو جمع أصحابهم عليهم السلام، وظاهر الصحبة الاستقامة، وكون التابع على ما عليه المتبوع، كما أن ظاهر صحبة النبي صلى الله عليه وآله الاسلام، ويؤيد ذلك جريان طريقته على التنبيه على الانحراف مع وجوده (2)، ويظهر منه أيضا أن غرضه مجرد تعداد أسمائهم، وجمع شتاتهم، لا تمييز الممدوح منهم من المذموم، بي توثيقه بعضهم في خلال تربته استطرادي أو لدفع شبهة، ولذا ترى أنه لم يوثق فيه من لا خلاف فيه كزرارة، ومحمد بن مسلم، وأبي بصير ليث المرادي، وهشام ابن سالم، وابن الحكم. ولما خفيت القرائن وضاعت الكتب، وطالت المدة، صار أغلب ما ذكره مجهولا لنا، بل جل المجاهيل الموجودة في الكتب إنما هومن هذا الكتاب، ولكن سننبه إن شاء الله تعالى على فائدة لعل بها تخرج أكثر ما ذكره من حريم المجاهيل.
والمهم في هذا المقام دفع ما يتراءى في هذا الكتاب من التناقض، من ذكر الرجل في بابين مختلفين، كذكره تارة فيمن يروي، وأخرى في باب من لم يرو، حتى أوقع ذلك بعض الناظرين في التوهم فظن التعدد (3).

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 231.
(2) العدة للكاظمي: 18.
لم لزيادة الاطلاع ومعرفة الحقيقة راجع مجلة تراثنا العدد: 2 و 3 السنة 4070 ه‍ بحث في من لم يرو عنهم عليهم السلام.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»