خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ١٦٧
والرجال، والفقه والأصول والكلام والأدب، جميع الفضائل تنسب إليه، صنف في كل فنون الاسلام، وهو المهذب للعقائد في الأصول والفروع، الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.
ولد قدس الله روحه في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم العراق في شهور سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي رضي الله عنه ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ستين وأربعمائة، بالمشهد المقدس الغروي على ساكنه السلام، ودفن بداره.
قال الحسن بن مهدي السليقي: توليت أنا والشيخ أبو محمد الحسن بن علي الواحد (1) العين زربي، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، غسله في تلك الليلة، ودفنه. وكان يقول أولا بالوعيد، ثم رجع، وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام خوفا من الفتن التي تجددت ببغداد، وأحرقت كتبه وكرمي كان يجلس.
عليه للكلام (2). انتهى.
ويعلم من هذا التاريخ أنه (رحمه الله) ولد بعد وفاة الصدوق (رحمه الله) بأربع سنين، وأنه عمر خمسا وسبعين سنة، وأنه يوم ورود العراق كان في سن ثلاث وعشرين، وان مقامه فيها مع الشيخ المفيد كان نحوا من خمس سنين، فإنه (رحمه الله) توفي سنة 413 (3)، ومع السيد المرتضى نحو من ثمان وعشرين سنة، فإنه (رحمه الله) توفي سنة 436 (4)، وبقي بعد السيد أربعا وعشرين سنة: اثنتي عشرة سنة منها في بغداد، لان الفتنة التي كانت بين الشيعة وأهل

(1) نسخة بدل: عبد الواحد زربي. (منه قدس سره).
(2) رجال العلامة: 148 / 46.
(3) أي. المفيد. (منه قدس سره).
(4) أي: السيد المرتضى.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»