الشهيد الأول وإن كان بالشهادة، فقد شهد لي بالإيمان جم غفير لا يدانى أحد منهم في العلم والعمل. وإن كان بالشهرة، فما ذكرني أحد من الأعلام إلا ووصفني بالإيمان.
فما هذه الغميضة عن حقي الواضح لمن كان له عينان؟! وإنك وإن فضحتني في الدنيا بعد طول السنين بين العلماء الراسخين، وافتريت على بما هو أثقل من السماوات والأرضين، لكني لا أؤاخذك بحقي في هذا المشهد العظيم، وأعفو عنك رجاء أن يصفح عنا ربنا بعفوه الجسيم.
هذا آخر ما وعدنا من نصرة قطب الملة والدين، فخده وكن من الشاكرين، والحمد لله رب العالمين.
ثاني عشرهم - يعنى مشايخ الشهيد الأول -: السيد العالم الجليل المرتضى عميد الدين عبد المطلب ابن السيد الاجل مجد الدين أبي الفوارس محمد بن أبي الحسن علي فخر الدين، العالم الفاضل. الأديب الشاعر، النسابة ابن محمد بن أحمد بن علي الأعرج بن سالم بن بركات بن أبي البركات محمد بن أبي الأعز محمد ابن أبي عبد الله الحسين النقيب بالحائر بن بن علي بن أبي محمد الحسن ابن محمد الأعز ابن أبي محمد أحمد الزائر بن أبي أحمد علي بن أبي الحسين يحيى النسابة. إلى آخر ما تقدم (1) في نسب السيد مهنا المدني. وأمه بنت الشيخ سديد الدين والد العلامة.
قال السيد ضامن في تحفة الأزهار: كان سيدا " جليل القدر، رفيع المنزلة، عظيم الشأن، حسن الشمائل، جم الفضائل، عالي الهمة، وافر الحرمة، كريم الأخلاق، زكى الأعراق، عمدة السادة الأشراف بالعراق، عالما " عاملا " فاضلا " كاملا "، فقيها " محدثا " مدرسا " بتحقيق وتدقيق، فصيحا " بليغا " أديبا " مهذبا " (2).