خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٢٩٩
ومن طرائفه ما ذكره في أبواب معاجز النبي صلى الله عليه وآله قال: وأنا أقول: أقسم بالله ربي، لقد كنت في أثناء كتابتي لهذه الفضائل العظيمة، وجمعي لهذه المعجزات الكريمة، عرض لي عارض لم أطق معه حمل رأسي، فكنت إذا رفعته صرعني، وإذا قمت أقعدني، وضاق صدري، وخفت أن أغلب على إتمام ما أنا بصدده، فألهمت أن قلت: اللهم بحق محمد عبدك ونبيك صاحب هذه الفضائل، وبحق آله المعصومين، صل عليهم أجمعين، واصرف عني ما بي من هذه العلة. فوالله العظيم لم يستتم كلامي حتى ذهب ذلك العارض كأنه لم يكن، وقمت (كأنما نشطت من عقال).
ومن عجيب ما أدرجه فيه في أبواب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام بمناسبة قال: حكاية عجيبة حكاها والدي رحمه الله ووافقه عليها جماعة من أصحابنا، أن رجلا " كان يقال له: محمد بن أبي أذينة، كان تولى مسبحة قرية لنا تسمى قرية نيلة، انقطع يوما " في بيته فاستحضروه فلم يتمكن من الحضور، فسألوه عن السبب فكشف لهم عن بدنه، فإذا هو إلى وسطه ما عدا جانبي وركيه إلى طرفي ركبته محرق بالنار، وقد أصابه من ذلك ألم شديد لا يمكنه معه القرار، فقالوا له: متى حصل لك ذلك؟.
قال: اعلموا أني رأيت في نومي كأن الساعة قد قامت، والناس في حرج عظيم، وأكثرهم يساق إلى النار، والأقل إلى الجنة، فكنت مع من سيق إلى الجنة، فانتهى بنا المسير إلى قنطرة عظيمة في العرض والطول فقيل: (هذا الصراط) فسرنا عليها، فإذا هي كل ما سلكنا فيها قل عرضها، وبعد طولها، فلم نبرح كذلك ونحن نسري عليها، حتى عادت كحد السيف، وإذا تحتها واد عظيم أوسع ما يكون من الأودية تجري فيه نار سوداء يتقلقل فيها جمر كقلل الجبال، والناس ما بين ناج وساقط، فلم أزل أميل من جهة إلى أخرى حتى انتهيت إلى قريب من آخر القنطرة، فلم أتمالك حتى سقطت من عليها،
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»