وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي - ج ٢٠ - الصفحة ٢١
وما ذكرته عن محمد بن الحسن بن الوليدوعلي بن الحسين بن بابويه فقد أخبرني به الشيخ أبو عبد الله، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين 48) عن أبيه
(٤٨) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ثم الرازي - الشيخ الأجل الأعظم رئيس المحدثين وصدوق الامامية، أمره في العلم والفهم والثقافة والفقاهة والجلالة والوثاقة وكثرة التصنيف وجودة التأليف فوق أن تحيطه الأقلام ويحويه البيان وقد بالغ في إطرائه والثناء عليه كل من تأخر عنه وترجمه واستفاد من كتبه الثمينة وأقروا له كلهم بالشيخوخية والوثاقة مضافا أن آثاره الخالدة القيمة تغنينا عن نعته وتوصيفه كما قيل: ان آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار، وهي تبلغ إلى ثلاثمائة مصنف نص على ذلك شيخ الطائفة في الفهرست وعد منها أربعين كتابا وأورد الرجالي الكبير النجاشي في فهرسته نحو مائتين من كتبه ومصنفاته كلها قيمة في شتى العلوم الدينية وفنونها قد استفادت عنها الأمة جمعاء منذ تأليفها إلى عصرنا الحاضر ولم يبق من تلك الثروة العظيمة الا نزر يسير ومن شاء الوقوف على مصنفاته فليراجع فهرست النجاشي كما أن من أراد العلم على حياته وترجمته فعليه بالرجوع إلى كتب الرجال والتراجم وقصص العلماء والتواريخ ونحن نذكر خلاصته بعون الله تعالى: ولد رحمه الله في أوائل سفارة أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي ثالث السفراء الأربعة في حدود ٣٠٦ بدعاء مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه كما صرح - ره - بذلك في مقدمة كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) وافتخر بذلك وحكوا عنه كل من ترجمه، قال النجاشي والشيخ رحمهما الله: ان علي بن الحسين رحمه الله قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد، فكتب إليه: قد دعونا لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين توفي قدس الله روحه سنة 381 وكان بلغ عمره نيفا وسبعين سنة وقبره بالري بالقرب من قبر عبد العظيم الحسني عليه السلام عند بستان طغرلية في بقعة رفيعة في روضة مونقة وعليها قبة عالية يزورونه الناس ويتبركون به وفي حوله قبور جمع كثير من أكابر العلماء والفقهاء والفلاسفة كسيد المتألهين فيلسوف عصره ووحيد دهره الميرزا أبو الحسن الجلوه، والمدرس الحكيم النوري، والميرزا طاهر التنكابني، والميرزا المسيح الطالقاني وغيرهم الذين ذكرناهم في كتابنا الذي أشرنا إليه آنفا، وقد جدد عمارتها السلطان فتح علي شاه قاجار سنة 1238 بعد أن أظهر الله جسده الطيب وبدنه الطاهر طرية نقية بعد أن مضى من رحلته ودفنه قرون متطاولة وسنين متكاثرة وزاره جمع كثير من الأعاظم من العلماء وغيرهم وهذا من المتواترات التي لا خلاف فيها وقد حدثنا العلامة البحاثة سيدنا الأستاذ الرجالي الكبير والمتتبع البصير السيد شهاب الدين النجفي المرعشي غير مرة، عن أبيه العلامة السيد محمود المرعشي، عن جده العلامة السيد الشهير بالسيد الحكماء أنه كان ممن تشرف بزيارة بدنه الشريف وتقبيل يده، وقد ذكر الخونساري في الروضات أنه قال: اني لاقيت بعض من حضر تلك الواقعة، وكذا ذكره المامقاني تلك الواقعة عن الثقة العدل الأمين السيد إبراهيم اللواساني الطهراني قدس الله سره.