لا ترجعوا بعدي كفارا مرتدين تتأولون الكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السنة بالأهواء، وكل سنة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زور وباطل.
القرآن إمام هاد، وله قائد يهدى به، ويدعو إليه، بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو علي بن أبي طالب، وهو ولي الأمر بعدي، ووارث علمي، وحكمتي، و سري، وعلانيتي، وما ورثه النبيون قبلي، وأنا وارث ومورث فلا تكذبنكم أنفسكم.
أيها الناس الله الله في أهل بيتي، وأنهم أركان الدين، ومصابيح الظلام، ومعادن العلم.
علي أخي، ووزيري، وأميني والقائم من بعدي بأمر الله، والموفي بذمتي، ومحيي سنتي، وهو أول الناس إيمانا بي، وآخرهم بي عهدا عند الموت، وأولهم لقاء إلى يوم القيامة، فليبلغ شاهدكم غائبكم.
أيها الناس من كانت له تبعة فها أنا ذا، ومن كانت له عدة أو دين فليأت علي بن أبي طالب، فإنه ضامن له كله حتى لا يبقى لأحد قبلي تبعة (1).
* * * وحكي أن معاوية بن أبي سفيان سأل عبد الله بن العباس رحمة الله عليه، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال ابن عباس: هيهات، عقم النساء أن يأتين بمثله، والله ما رأيت رئيسا مجربا يوزن به، ولقد رأيته في بعض أيام صفين، وعلى رأسه عمامة بيضاء تبرق وقد أرخى طرفيها على صدره وظهره، وكأنما عيناه سراجا كسليط، وهو يقف على كتيبة كتيبة حتى انتهى إلي وأنا في كنف من القوم وهو يقول:
معاشر المسلمين استشعروا الخشية، وتجلببوا بالسكينة، وعضوا على النواجذ (2) فإنه أنبى للسيوف عن الهام (3) وأكملوا اللامة (4) وقلقلوا السيوف في أغمادها