وقال في دعاء استسقى به: اللهم اسقنا ذلل السحاب دون صعابها (1).
وهذا من كلام العجيب الفصاحة، وذلك أنه - عليه السلام - شبه السحاب ذوات الرعود، والبوارق، والرياح، والصواعق بالإبل الصعاب التي تقص بركبانها، وشبه السحاب خالية من تلك الروائع بالإبل الذلل التي تحتلب طيعة، وتقتعد مسمحة.
وقيل له عليه السلام، لو غيرت شيبك يا أمير المؤمنين؟ فقال: الخضاب زينة، ونحن قوم في مصيبة (يريد مصيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم) (2).
وقال عليه السلام: القناعة مال لا ينفد (3). وقد روى بعضهم هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عليه السلام لزياد بن أبيه وقد استخلفه لعبد الله بن العباس على فارس وأعمالها في كلام طويل، كان بينهما، نهاه فيه عن تقديم الخراج:
استعمل العدل، واحذر العسف، والحيف فإن العسف يعود بالجلاء، والحيف يدعو إلى السيف (4).
وقال: أشد الذنوب ما استخف به صاحبه (5).
وقال: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا (6).
وقال: شر الإخوان من تكلف له (7).