خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤٧٠
أردد حمارك لا تنزع سويته والرد: الإرجاع. والنزع: السلب. قال الأعلم. والسوية: شيء يجعل تحت البرذعة للحمار وكذا أورده الجوهري وقال: السوية: كساء محشو بثمام ونحوه كالبرذعة والجمع سوايا.
وكذلك الذي يجعل على ظهر الإبل إلا أنه كالحلقة لأجل السنام وتسمى الحوية. والحمار والعير بفتح العين المهملة هما الذكر من الحمير.
وكان الظاهر أن يقول وهو مكروب لكنه أعاد الحمار باسمه الظاهر المرادف له للضرورة.
وحسنه وقوعه في جملة مستقلة.
قال المرزوقي قوله: ازجر حمارك: هذا مثل والمعنى انقبض عن التعرض لنا والدخول في حريمنا ورعي سوامك بروضتنا فإنك إن لم تفعل ذلك ذممت عاقبة أمرك. وجعل إرسال الحمار في حماهم كناية عن التحكك بهم والتعرض لمساءتهم ولا حمار ثم ولا روض.
وقال ابن الأعرابي: اكفف لسانك. وقوله: إذن قال سيبويه: هو جواب وجزاء فالابتداء الذي هو جوابه وجزاؤه محذوف مستدل عليه مما في كلامه كأنه قال: فإنه إن رتع رجع إليك وقد ضيق قيده أي ملىء قيده فتلا حتى لا يمشي إلا بتعب. كأنه يضرب أو يستعمل حتى يرم جسمه ويؤدي الوجع منه إلى موضع حافره فيضيق عليه القيد. اه.
وكذا قال ابن الأنباري عن الضبي: إن المكروب الشديد الفتل يقال: قد كرب حبله إذا شد فتله كأنه من قولهم: فلان مكروب أي: ممتلىء غما. وكذلك الحبل ممتلىء فتلا.
والمعنى: انته عنا وازجر نفسك عن التعرض لنا وإلا رددناك مضيقا عليك ممنوعا من) إرادتك. اه.
وقال التبريزي: يقول: اكفف شرك عنا. وجعل الحمار كناية عن الأذاة أو عن رجل من أصحاب هذا المخاطب يتعرض لهم بالمكاره.
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»