خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤٧١
وهذا نحو من قول النابغة: الطويل * سأمنع كلبي أن يريبك نبحه * وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا * والعرب تكني بالحمار والعير في أنحاء الكلام فيقولون: قد حل حماره أو عيره بمكان كذا إذا أقام فيه وتمكن. وقوله: وقيد العير إلخ أي: مدانى مضيق حتى لا يقدر على الخطو. اه.
ونقل النمري في شرحه عن الباهلي صاحب كتاب المعاني أن المكروب من كربت الشيء إذا أحكمته فأوثقته. ومعنى البيت إنا نرد الحمار مملوءا قيده فتلا كما يمتلئ الإنسان كربا.
وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي في قوله: فازجر حمارك أي: اكفف لسانك.
وقال يعقوب: هذا مثل يقول: رد أمرك وشرك عنا ولا تعرض لنا فإن لا تفعل يرجع عليك أمرك مضيقا. هذا كلامه.
ورد عليه أبو محمد الأعرابي فيما كتبه عليه وقال: هذا موضع المثل: عي ناطق أعيا من عي سألت أبا الندى رحمه الله عن معناه فقال: قوله: ازجر حمارك يعني فرس زيد الفوارس واسمه عرقوب فكنى عنه بالحمار على سبيل التهكم والهزء. قال: وبعد البيت ما يدلك على ذلك وهو: ولا يكونن كمجرى داحس لكم....... البيت قال: وقوله: وقيد العير مكروب أي: إنهم يعقرونه. والعقر أضيق القيود. وجعل القعقاع بن عطية الباهلي العقر عقالا فقال:
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»