هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١١٣
التي تذهبون إليها إنما هي في أمور بسيطة بيتية وليس لها صلة بموضوع الخلافة وهكذا، هذه في نظري أهم الأسباب التي رمي التشيع بالفارسية من أجلها وهو زعم أصبح يفند نفسه بنفسه لوجود الواقع الخارجي الذي يعين هوية التشيع بصورة مجسدة، جاء المستشرقون بعد ذلك فضربوا على هذا الوتر ومعهم تلاميذهم يرقصون على أنغامهم إن أهداف كثير من المستشرقين لا تخفى لأنها تستهدف صيد عصفورين بحجر، فإن الهدف الأساسي ضرب وحدة المسلمين، وبعد ذلك تزييف ركائزهم الفكرية، لأجل ذلك تجد كتب المستشرقين تؤكد على هذه النقطة وترتب عليها آثارا كثيرة، وكأن هذا الموضوع مختص بالشيعة فقط أما السنة الفرس فهم محروسون من أن يتدسس إليهم الفكر الفارسي حتى ولو كان ثمانون بالمئة من الفرس منهم.
ولست أنفي أن تكون هناك أسباب أخرى لرمي التشيع بالفارسية قد يكون منها أحيانا بعض الاستنتاجات المخطئة أو سوء الفهم الذي يعتبر كل التقاء بين نظريتين هو تأثير وتأثر وقد يكون صدفة، إن مجرد التقاء نظرية للشيعة مع نظرية للفرس لا يشكل مبررا بحال من الأحوال لاعتبار الفكر الفارسي مصدر العقائد الشيعية، لوضوح أن الفكر الديني في العقائد والأحكام مصدره الكتاب والسنة، في حين أن نظريات الفرس هي نظريات وضعية لا تستند إلى شريعة واحدة أو متعددة حتى يقال إن هؤلاء أخذوا من هؤلاء.
كيف صار الفرس شيعة إذا حاولنا مسح الأبعاد التاريخية البيئية للفرس نجد أن من تشيع منهم يقسمون أقساما:
1 - القسم الأول:
وهم القسم الذي تشيع بعملية انتقاء واختيار عن طريق الصحابة الذين رافقوا عمليات الفتح ونقلوا معهم عقائدهم وفكرهم الشيعي وقد ساعد على
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»