فانظر إلى سحر البلاغة ومعجزتها، فقد تضمن هذا المضمون ليوم الوفاة وشهرها وسنتها من غير ارتكاب ضرورة ولا اطناب.
ومرقده الشريف الآن ملجأ الخلائق بأصبهان في باب القبلي من جامعها الأعظم العتيق، ومن المجربات استجابة الدعوات عند مضجعه المنيف، وفى تلك البقعة الشريفة مقابر جملة من العلماء العظماء والصلحاء الفخام منهم والده المعظم وصهره المولى محمد صالح المازندراني، وولده الآقا هادي بن محمد صالح والفاضل النحرير المولى محمد مهدي الهرندي، والمولى محمد علي الاسترآبادي وابن ابن أخيه الميرزا محمد تقي الألماسي وغيرهم رضوان الله عليهم.
ويظهر من جملة المنامات الصادقة له التقدم في النشأة الآخرة، (حدث) شيخنا العلامة النوري عن بعض تلامذة صاحب الجواهر (ره) قال: حدثنا أستاذنا شيخ الفقهاء في عصره صاحب جواهر الكلام يوما في مجلس البحث والتدريس فقال: رأيت البارحة كأني بمجلس عظيم فيه جماعة من العلماء وعلى بابه بواب فاستأذنته فأدخلني فرأيت فيه جميع من تقدم وبآخر من العلماء مجتمعين فيه وفي صدر المجلس مولانا العلامة المجلسي فتعجبت من ذلك فسألت البواب عن سر تقدمه فقال: هو معروف عنه الأئمة (ع).
ووالده محمد تقي المجلسي، كان وحيد عصره وفريد دهره، أورع أهل زمانه وأزهدهم وأعبدهم.
قال صاحب حدائق المقربين كما في (ضا)، كان في علوم الفقه والحديث والرجال، فائق أهل الدهر، وفي الزهد والعبادة والتقوي والورع وترك الدنيا تاليا تلو أستاذه المولى عبد الله الشوشتري مشتغلا طول حياته بالرياضات والمجاهدات وتهذيب الأخلاق والعبادات، وترويج الأحاديث والسعي في حوائج المؤمنين وهداية الخلق وانتشر بيمن همته أحاديث أهل البيت (ع)، وكان مؤيدا من عند الله ومسددا، وأكثر العلماء الاعلام من تلامذته مثل الآقا حسين الخونساري