الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٦
* كصعدة في حشا الظلماء طاعنة * تسقي أسافلها ريا أعاليها * * كلوءة الليل مهما أقبلت ظلم * أمست لها ظلم للصحب تذكيها * * وصيفة لست منها قاضيا وطرا * إن أنت لم تكسها تاجا يحليها * * صفراء هندية في اللون إن نعتت * والقد واللين إن أتمت تشبيها * * فالهند تقتل بالنيران أنفسها * وعندها أن ذاك القتل يحييها * * ما إن تزال تبيت الليل لاهية * وما بها علة في الصدر تظميها * * تحيي الليالي نورا وهي تقتلها * بئس الجزاء لعمر الله تجزيها * * ورهاء لم يبد للأبصار لابسها * يوما ولم يحجتب عنهن غاديها * * قد كقد قميص قد تبطنها * ولم يقدر عليها الثوب كاسيها * * غراء فرعاء لا تنفك فالية * تقص لمتها طورا وتفليها * * شيباء شعثاء لا تكسى غدائرها * لون الشبيبة إلا حين تبليها * * قناة ظلماء ما ينفك يأكلها * سنانها طول طعن أو يشظيها * * مفتوحة العين تفني ليلها سهرا * نعم وإفناؤها إياه يفنيها * * وربما نال من أطرافها مرض * لم يشف منه بغير القطع مشفيها) * (ويلمها في ظلام الليل مسعدة * إذا الهموم دعت قلبي دواعيها * * لولا اختلاف طباعينا بواحدة * وللطباع اختلاف في مبانيها * * بأنها في سواد الليل مظهرة * تلك التي في سواد القلب أخفيها * * وبيننا عبرات إن هم نظروا * غيضتها خوف واش وهي تجريها * * وما بها موهنا لو أنها شكرت * ما بي من الحرق اللاتي أقاسيها * * ما عاندتها في الليالي في مطالبها * ولا عدتها العوادي في مباغيها * * ولا رمتها ببعد من أحبتها * كما رمتني وقرب من أعاديها * * ولا تكابد حسادا أكابدها * ولا تداجي بني دهر أداجيها * * ولا تشكى المطايا طول رحلتها * ولا لأرجلها طرد بأيديها * * إلى مقاصد لم تبلغ أدانيها * مع كثرة السعي فضلا عن أقاصيها * * فليهنها أنها باتت ولا هممي * ولا همومي تعنيها وتعنيها * * أبدت إلي ابتساما في خلال بكا * وعبرتي أنا محض الحزن يمريها * * فقلت في جنح ليل وهي واقفة * ونحن في حضرة جلت أياديها * * لو أنها علمت في قرب من نصبت * من الوى لثنت أعطافها تيها *
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»