سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٧١
على وجهها، فسالت عينها على خدها. فقلنا: إن كان من ابن عون شئ فاليوم! قال: فلم يلبث أن نزل، فلما نظر إلى الناقة قال: سبحان الله، أفلا غير الوجه، بارك الله فيك، اخرج عني، اشهدوا أنه حر.
قال ابن سعد: وأنبأنا بكار قال: كانت ثياب ابن عون تمس ظهر قدميه. وكان زوج عمتي أم محمد، ابنة عبد الله بن محمد بن سيرين.
قال أبو قطن: رأيت بعض أسنان بن عون مشدودة بالذهب.
حماد بن زيد، عن محمد بن فضاء (1) قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال:
زوروا ابن عون فإنه يحب الله ورسوله. أو أن الله يحبه ورسوله.
قال بكار بن محمد: سقط ابن عون وأصيبت رجله فتعلل ومات، فحضرت وفاته، فكان حين قبض موجها يذكر الله تعالى حتى غرغر. فقالت عمتي: اقرأ عنده سورة " يس " فقرأتها. ومات في السحر. وما قدرنا أن تصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى. غلبنا الناس عليه. قال: ومات وعليه من الدين بضعة عشر ألفا، وأوصى بخمس ماله بعد وفاء دينه، إلى أبي في قرابته المحتاجين. ولم أره يشكو في علته. وكفنوه في برد شراؤه مئتا درهم، ولم يخلف درهما، إنما خلف دارين.
ومات في شهر رجب سنة إحدى وخمسين ومئة. وكذا أرخ موته يحيى القطان فيها، والأصمعي، وسعيد الضبعي، وأبو نعيم، وسليمان بن حرب، وخليفة، وابن معين، وهو الصحيح وقال المقرئ، ومكي بن إبراهيم: سنة خمسين ومئة.

(1) في التقريب " قضاء " بالقاف.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»