قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ١٤
وفي الأغاني والطبري: دعا زياد المختار في الشهود على حجر فراغ (1). وفي شرح ابن أبي الحديد: روى الأعمش عن إبراهيم التيمي قال: قال علي (عليه السلام) لشريح - وقد قضى قضية نقم عليه أمرها -: " والله لأنفينك إلى بانقيا شهرين تقضي بين اليهود " ثم قتل (عليه السلام) ومضى دهر، فلما قام المختار قال لشريح: ما قال لك أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم كذا؟ قال: إنه قال كذا، قال: فلا والله! لا تقعد حتى تخرج إلى بانقيا تقضي بين اليهود؛ فسيره إليها، فقضى بين اليهود شهرين (2).
وحيث إن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يذمون شيعة لهم لم يكونوا أهل إمارة تقية - كزرارة ومحمد بن مسلم وأضرابهما - ففي مثل المختار الذي نال الإمارة باسمهم (عليهم السلام) وفعل بأعدائهم ما فعل لأجلهم كان ذمه تقية واجبا، لاسيما من السجاد (عليه السلام) لعلمه بدولة المروانية؛ ففي ذيل الطبري: بعث المختار إلى علي بن الحسين (عليه السلام) بمائة ألف، فكره أن يقبلها وخاف أن يردها فاحتبسها عنده، فلما قتل المختار كتب إلى عبد الملك: " إن المختار بعث إلي بمائة ألف فكرهت أن أردها وكرهت أن آخذها، وهي عندي، فابعث من يقبضها " فكتب إليه عبد الملك:
يا ابن عم! خذها فقد طيبتها لك (3).
وأما قولهم بكيسانيته فغير معقول، لأنه مذهب حدث بعد المختار وبعد محمد ابن الحنفية، بل لا يمكن قوله بإمامة محمد وقد قتل في حياة محمد ولم يكن محمد مدعيا للإمامة؛ وإن صح أنه ادعاها يوما بعد الحسين (عليه السلام) كما في خبر تضمن ذاك الخبر أنه تاب وأناب.
وقد تضمن خبر الكشي - السابع - أنه لم يكن معتقدا بإمامة محمد، فتضمن أن الباقر (عليه السلام) قال: كتب المختار إلى محمد كتابا ما أعطاه شيئا، لأنه كتب إليه: يا ابن خير من مشى وطشى.
وقد روى مضمونه الطبري فقال، قال المختار: يا معشر الشيعة! إن نفرا منكم

(١) الأغاني: ١٦ / ١٠، وتاريخ الطبري: ٥ / ٢٧٠.
(٢) شرح نهج البلاغة: ٤ / 98.
(3) ذيول الطبري: 630.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»