قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ١٥
أحبوا أن يعلموا مصداق ما جئت به، فرحلوا إلى إمام الهدى والنجيب المرتضى ابن خير من مشى وطشى حاشا النبي المجتبى، فسألوه عما قدمت به عليكم، فنبأهم أني وزيره وظهيره ورسوله وخليله، وأمركم باتباعي وطاعتي في ما دعوتكم إليه من قتال المحلين والطلب بدماء أهل بيت نبيكم المصطفين (1).
وبالجملة: حيث إن السجاد (عليه السلام) لم يكن تكليفه من الله تعالى الطلب بدم أبيه جعل المختار مرجعه في الطلب بدم الحسين (عليه السلام) أخاه، حيث إنه كان أكبر ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) يومئذ.
هذا، وللمصنف خبطات لم نتعرض لأكثرها، ومنها: نقله خبرا الأصل فيه التفسير الموضوع المفترى على العسكري (عليه السلام) المتضمن: أن الحجاج أراد قتله ثلاث مرات، وفي كل مرة يرد كتاب عبد الملك عليه بتخليته - مع ذكر منكرات أخر - (2) فإن مصعبا قتل المختار قبل استيلاء عبد الملك على العراق وجعله الحجاج واليا، وإنما أمر الحجاج بنزع كف المختار عن باب القصر ودفنه، وقد كان مصعب نصبه على باب القصر بمسمار؛ وإنما كان عبيد الله حبسه بعد قضية مسلم وأراد قتله، فورد كتاب يزيد بشفاعة ابن عمر - الذي كان أخت المختار تحته - إليه على عبيد الله بتخليته، كما مر. وبالجملة: كون ما ذكر في الخبر موضوعا واضح مقطوع.
هذا، ولما كان في أول أمره مع ابن الزبير كان ابن الزبير يقول - كما في أنساب البلاذري -: ما أبالي إذا قاتل معي المختار من لقيت، فإني لم أر أشجع منه قط.
وفيه أيضا: قال المختار لما كان مع ابن الزبير في قتاله مع جند يزيد: " يا بني الكرارين يا حماة الحقايق قاتلوا " فقتل من أهل الشام بشر كثير، فقال بعض الشعراء:
لقد ضرب المختار ضربة حازم * أزالت يزيد عن حشاياه ضارطا (3)

(١) تاريخ الطبري: ٦ / ١٤.
(٢) تفسير العسكري: ٥٤٧ - ٥٥٢.
(٣) أنساب الأشراف 5 / 360 و 361. (طبعة دارالفكر - بيروت -).
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»