تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٥
* (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) * قد شرع لكم تحليلها وهو حل ما عقدته بالكفارة أو الاستثناء فيها بالمشيئة حتى لا تحنث من قولهم حلل في يمينه إذا استثنى فيها واحتج بها من رأى التحريم مطلقا أو تحريم المرأة يمينا وهو ضعيف إذ لا يلزم من وجوب كفارة اليمين فيه كونه يمينا مع احتمال أنه صلى الله عليه وسلم أتى بلفظ اليمين كما قيل * (والله مولاكم) * متولي أمركم * (وهو العليم) * بما يصلحكم * (الحكيم) * المتقن في أفعاله وأحكامه * (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) * يعني حفصة * (حديثا) * تحريم مارية أو العسل أو أن الخلافة بعده لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما * (فلما نبأت به) * أي فلما أخبرت حفصة عائشة رضي الله تعالى عنهما بالحديث * (وأظهره الله عليه) * واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على الحديث أي على إفشائه * (عرف بعضه) * عرف الرسول صلى الله عليه وسلم حفصة بعض ما فعلت * (وأعرض عن بعض) * عن أعلام بعض تكرما أو جازاها على بعض بتطليقه إياها وتجاوز عن بعض ويؤيده قراءة الكسائي بالتخفيف فإنه لا يحتمل ههنا غيره لكن المشدد من باب إطلاق اسم المسبب على السبب والمخفف بالعكس ويؤيد الأول قوله * (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) * فإنه أوفق للإسلام * (إن تتوبا إلى الله) * خطاب لحفصة وعائشة على الالتفات للمبالغة في المعاتبة * (فقد صغت قلوبكما) * فقد وجد منكما ما يوجب التوبة وهو ميل قلوبكما عن الواجب من مخالصة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحب ما يحبه وكراهة ما يكرهه * (وإن تظاهرا عليه) * وإن تتظاهرا عليه بما يسؤوه وقرأ الكوفيون بالتخفيف * (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) *
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»