إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم فإذا أحسوا بمن يجيئ إليهم لبسوها، ولم يكن على العابد يخرج رجله من القيد فقالوا له في ذلك فقال لا أخرج هذا القيد من رجلي حتى ألقى الله عز وجل فأقول: يا رب سل أبا جعفر فيما قيدني؟.
ومن ولد على العابد بن الحسن المثلث، الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ، خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادي موسى بن المهدى بن المنصور بمكة، وجاء موسى بن عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة تسع وستين ومائة. وقيل سنة سبعين، وحملا رأسه إلى الهادي فأنكر الهادي فعلمهما وإمضاءهما حكم السيف فيهم دون رأيه، ونقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي الرضا عليه السلام أنه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ.
ولم يعقب الحسين صاحب فخ، وعقب الحسن المثلث من أخيه الحسن بن علي العابد لا عقب له من غيره وهو المكفوف الينبعي، وعقبه من ابنه عبد الله ابن الحسن لا غير فمن ولده أبو الزوائد محمد وقيل موسى بن الحسن لقب بذلك لأنه كان يزيد في الكلام والشعر، دخل أبو الزوايد هذا بلاد النوبة فقيل انقرض وقال الشيخ العمرى: له عقب بالنوبة والحجاز والعراق ومنهم محمد بن عبد الله ابن الحسن المكفوف. ومن ولده محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن المكفوف قال الشيخ أبو الحسن العمرى: كان بدويا وله أولاد إلى يومنا بادية، منهم موسى وركاب ومحمود بنو محمد بن الحسن ومنهم علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف من ولده سيدان كان بدمشق، وله ولد واخوة منهم كثيم بن أبي القاسم سليمان الجزار بالرملة بن أبي الصخر محمد بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف ومنهم عيسى بن علي بن أبي محمد جعفر بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف له ولد قال الشيخ العمرى: ولهم ذيل إلى وقتنا بادية (1) وبنو الحسن المثلث