وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٥٢
والذي يدل على ذلك وجوه:
الأول:
أنا قد علمنا - علما قطعيا بالتواتر والأخبار المحفوفة بالقرائن -: أنه قد كان دأب قدمائنا وأئمتنا عليه السلام، في مدة تزيد علي ثلاثمائة سنة، ضبط الأحاديث وتدوينها في مجالس الأئمة وغيرها.
وكانت همة علمائنا مصروفة في تلك المدة الطويلة في تأليف ما يحتاج إليه من أحكام الدين لتعمل بها الشيعة.
وقد بذلوا أعمارهم في تصحيحها وضبطها وعرضها على أهل العصمة.
واستمر ذلك إلى زمان الأئمة الثلاثة أصحاب الكتب الأربعة، وبقيت تلك المؤلفات بعدهم - أيضا - مدة.
وأنهم نقلوا كتبهم من تلك الكتب المعلومة، المجمع على ثبوتها.
وكثير من تلك وصلت إلينا.
وقد اعترف بهذا جمع من الأصوليين، أيضا.
الثاني:
أنا قد علمنا بوجود أصول، صحيحة، ثابتة، كانت مرجع الطائفة المحقة يعملون بها بأمر الأئمة.
وأن أصحاب الكتب الأربعة وأمثالها، كانوا متمكنين من تمييز الصحيح من غير غاية التمكن.
وأنها كانت متميزة، غير مشتبهة.
وأنهم كانوا يعلمون: أنه مع التمكن من تحصيل الأحكام الشرعية بالقطع واليقين - لا يجوز العمل بغيره.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 249 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست