إعانة الطالبين - البكري الدمياطي - ج ١ - الصفحة ٥
مقدمة الناشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين تبارك وتعالى وهو أحسن القائلين (علم الانسان ما لم يعلم) وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وبعد فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بوجوب طلب العلم والتعلم فقال: (انما يخشى الله من عباده العلماء) وقال: ﴿ولولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا لعلهم يحذرون﴾ (١) قالا الامام القرطبي: هذه الآية أصل في وجوب طلب العلم. فالعلم مطلوب قبل القول والعمل (فاعلم أنه لا إله إلا الله) وقد امر العزيز العليم رسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بان يطلب المزيد مما علمه ربه فقال مرشدا ومعلما في قوله: ﴿وقل ربي زدني علما﴾ (2).
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم فضل التفقه في الدين، فقد اخرج البخاري عن معاوية بن أبي سفيان قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وانما انا قاسم، والله يعطي ولا تزال هذه الأمة قائمة على امر الله لا يضيرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله).
وقد هيأ الله لهذه الأمة رجالا اجتهدوا في حفظ دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علموا فعملوا وعلموا الناس أمور دينهم، فادوا الأمانة فكانوا ورثة الأنبياء.
وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم طالب العلم بالاجر والثواب فقال: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة).
والإمام الشافعي رحمه الله مع اخوانه من الأئمة الذين لبوا النداء فحلموا الكتاب وعملوا به وحفظوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا أئمة دين الهدى والحق ومثالا يحتذى عبر القرون والأجيال.
عليك دين الله واتبع * أئمة دين الحق تهدى وتحمد فمالكهم والشافعي واحمد * ونعمانهم كل إلى الحق يرشد وقد اثر عن الإمام الشافعي قوله: ان صح الحديث فهو مذهبي واضربوا بقولي الحائط. وكان الامام

(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 4 5 6 7 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست