فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٥
بل جعلنا في كل ركن كالجزء منه والهيثة التابعة له وبه يشعر قوله صلى الله عليه وسلم للاعرابي ((ثم اركع حتى تطمئن راكعا) (1) وضم صاحب التخليص إلى الأركان المذكورة استقبال القبلة واستحسنه القفال وصوبه ومن فرض نية الخروج والموالاة والصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم الحقها بالأركان ومنهم من ضم إلى الأحد عشر التي ذكرها الترتيب في الافعال وهكذا أورد صاحب التهذيب ويظهر عده من الأركان على العبارة الثانية في تفسير الركن وأما النية فقد حكي الشيخ أبو حامد وغيره وجهين في أنها من قبيل الشرائط أو من الأركان أحدهما وهو الأشبه عند صاحب الكتاب أنها من الشرائط لأن النية تتعلق بالصلاة فتكون خارجة عن الصلاة والا لكانت متعلقة بنفسها ولا اقترن إلى نية أخرى وأظهرهما عند الأكثرين انها من الأركان لاقترانها بالتكبير وانتظامها مع سائر الأركان ولا يبعد أن تكون من الصلاة وتتعلق بسائر الأركان ويكون قول الناوي أصلي عبارة بلفظ الصلاة عن سائر الأركان تعبيرا باسم الشئ عن معظمه وبهذا الطريق سماها المصنف في الصوم ركنا والا فما الفرق ولك أن تعلم قوله وأركانها أحد عشر بالواو لما حكينا من الاختلاف على أن أكثره يرجع إلى التعبيرات وكيفية العد وحظ المعني لا يختلف وأبو حنيفة وسائر العلماء رحمة الله عليهم يخالفون في بعض الأركان المذكورة وسنذكر مذهبهم عند تفصيل القول فيها فان الغرض الآن تزاحم جملة وإذا ذكرنا مذهبهم تبينت المواضع المحتاجة إلى العلامات من هذا الفصل *
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست