الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٢٨٤
يعبد من لم يفعل ذلك الشئ الذي أنكره والله سبحانه هو الذي صنعه فقد صح أن من أنكر فعل الله فقد أنكر الله ومن لم يقر بصنعه فقد كفر به.
والوجه الثاني فهو كفر النعم بالعصيان للواحد ذي الكرم والاحسان، ومن كفر نعم الله فهو فاسق في دين الله بكفرانه لنعم الله ومن كانت حاله كذلك كان بعيدا من اسم الايمان قريبا داخلا مستحقا لاسم الفجور والفسوق والعصيان إلا تسمع كيف ميز الله سبحانه بين المؤمنين والفاسقين فلم يجمع بينهم بالفعل ولا في الاسم أحكم الحاكمين بل أخبر أنهما شيئان مختلفان واسمان متضادان متباينان في المعنى والجزاء فنسب المؤمن إلى ما حكم به من الثواب ونسب الفاسق إلى ما أعد له من أليم العقاب فقال فيما نزل من الكتاب: * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) * (11) وفي ذلك ما يقول الله تبارك وتعالى: * (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) * (12) يقول سبحانه تأذن ربكم يريد حكم ربكم لئن شكرتموني فعملتم بطاعتي واتبعتم مرضاتي لأزيدنكم من فضلي ولأضاعفن لكم ثوابي، ولئن كفرتم نعمتي وعصيتم أمري وعندتم عن طاعتي لأعذبكم عذابا شديدا.

(١١) السجدة ١٨.
(12) إبراهيم 7.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست