فقه الحضارة - السيد السيستاني - الصفحة ١٣٩
الأحكام مسايرة الظل للشاخص، وهي تؤثر في ديناميكية الحكم الشرعي في ضوء ظروفه الجديدة، لا سيما في الأركان التي يقوم عليها الدين في أصوله الأولى كالصلاة والصيام وجزئيات أحكامهما التي يعنى بها المسلمون تعبدا وتكليفا، فكان لا بد للشرع الشريف أن يعطي رأيه في ذلك لأنه محل ابتلاء العاملين بمسائل الدين، ولقد استقصى سماحة السيد دام ظله الوارف احتمالات هذا التطور ، وقلب الأمر على وجوهه كافة، فخرج بطائفة يعتد بها من المسائل والأحكام التي قد تعرض للمسلم المعاصر، فوضع في نصابها، وترجمها بأبوابها، فكان منها:
1 - لو سافر الصائم في شهر رمضان جوا بعد الغروب - ولم يفطر في بلده - إلى جهة الغرب، فوصل إلى مكان لم تغرب الشمس فيه بعد، فهل يجب عليه الإمساك إلى الغروب؟
الظاهر عدم الوجوب وإن كان ذلك أحوط.
2 - لو صلى المكلف صلاة الصبح في بلده، ثم سافر إلى جهة الغرب فوصل إلى بلد لم يطلع فيه الفجر بعد، ثم طلع. أو صلى صلاة الظهر في بلده، ثم سافر جوا فوصل إلى بلد لم تزل الشمس فيه بعد، ثم زالت. أو صلى صلاة المغرب فيه، ثم سافر فوصل إلى بلد لم تغرب الشمس فيه، ثم غربت. فهل تجب عليه إعادة الصلاة في جميع هذه الفروض؟
وجهان: الأحوط الوجوب، والأظهر عدمه.
3 - لو خرج وقت الصلاة في بلده - كأن طلعت الشمس أو غربت ولم يصل الصبح أو الظهرين - ثم سافر جوا فوصل إلى بلد
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست