حقوق أهل الذمة في الفقه الإسلامي - تامر باجن أوغلو - الصفحة ٤١
واجب العلماء النظر في العادات الطارئة والأعراف الجديدة واتخاذ موقف منها حسب المكان والعقلية!
حتى الآن تناولنا مصادر الشريعة؟ ولكن كما يتضح من المرجع الثالث والرابع أن الشريعة قائمة فقهية (قانونية) لها تقليد عريق. إنها دعيت في عهدها الأول علم الكتاب مما يدل على أن المسلمين لم يعتمدوا في المسائل الفقهية إلا على القرآن. ومن هنا فإن كلمة الفقه لم تكن تعني حينذاك سوى فهم أو فقه الكتاب. فالفقه إذا علم الإسلام. ومن أجل ذلك يجب على طالب كلية الشريعة أن يدرس الفقه دراسة وافية. أما في المصطح فالفقه هو معرفة الأحكام العملية المقررة في الشرع بأصولها (أو بأدلتها).
والعلم الذي يعالج طريقة استنباط الأحكام من الأصول الأصلية والفرعية يسمى أصول الفقه.
يقول الباحثون المسلمون إن الفقه مر بخمس مراحل في تاريخه:
1 - عهد الوحي: اعتمد التشريع في هذا العهد على الكتاب والسنة.
2 - عهد الصحابة: بدأ المسلمون يعتبرون اجماع وأداء الصحابة مصادر للشريعة. تم جمع القرآن وحاول البعض تحرير أقوال النبي.
3 - عهد التابعين: لوحظت الخلافات الأولى بين المسلمين وتأثيرات قوية لعادات البلدان المفتوحة على الشريعة مما أدى إلى ظهور الاجتهاد كمرجع تشريعي؟ وازدهار أحاديث موضوعة.
4 - أما العهد ما بين 718 و 960 بعد المسيح فيدعى عهد الأئمة والمجتهدين الكبار.
هؤلاء اهتموا بتفسير القرآن ووجوه قراءته. وتم تحرير ما روي عن محمد ونسب إليه وطورت أصول الفقه وأساليب الاجتهاد. نشاهد في هذا العهد خلافات عميقة وآراء متضاربة بين
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»