الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٩٤
ومعناه عن حديث الآخر، وبمراجعة أحاديثهم السابقة واللاحقة يتضح لك هذا المعنى.
والذي يهمنا التنبيه عليه في هذا المقام أن كلمة (في سفر) لم ترد وحدها في حديث طاووس، كما إنها منفية في حديث سعيد بن جبير الذي يرويه عن ابن عباس. أما حديث طاووس فقد مر علينا في (مسند احمد) ج 5 / 134 برقم 3397 ونصه عن طاووس عن ابن عباس: إن النبي (ص) جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في السفر والحضر.
فحديث ابن ماجة جاءت فيه كلمة (في السفر) وأسقطت منه كلمة (والحضر) وهذا شئ لا يغتفر.
أما حديث سعيد بن جبير فقد رواه احمد ومسلم، وابن داود، والترمذي، والنسائي وغيرهم، وقد جاء من طرق عديدة ونصوص كثيرة، فراجعها تجدها كلها تخالف نص حديث ابن ماجة.
والمعروف من حديث سعيد بن جبير أن النبي (ص) جمع بين الصلاتين في المدينة من غير خوف ولا مطر، وفي بعضها من غير خوف ولا سفر. فحديث طاووس إذا وحديث سعيد بن جبير يدلان على جواز الجمع بين الصلاتين مطلقا. وقد رواهما ابن ماجة في (سننه) ولكن بتعبيره الخاص واختصاره، ومع ذلك ينفي أن يكون الجمع لعذر من الأعذار كشئ يعجله، أو عدو يطلبه، أو شئ يخافه فهو حجة في الباب.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»