الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٩١
" أخبرنا قتيبة قال: حدثنا سفيان عن عمرو، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال: صليت مع النبي (ص) بالمدينة ثمانيا وسبعا. أخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء " (1).
قوله في ذيل الحديث: أخر الظهر وعجل العصر.. الخ هو ظن ظنه أبو الشعثاء جابر بن زيد ومن سأله، كما صرح به مسلم في نقله لهذا الحديث ونصه بعد نقل الحديث: قلت: يا أبا الشعثاء أظنه أخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء، قال: وأنا أظن ذلك.
ولكن الله تعالى يقول في محكم كتابه المجيد ردا على أمثال هذه الظنون: (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون ([يونس / 37].
38 - قال النسائي: " أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، قال: حدثنا حبان بن هلال، حدثنا حبيب وهو ابن أبي حبيب، عن عمر وبن هرم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس أنه صلى بالبصرة الأولى والعصر ليس بينهما شئ، والمغرب والعشاء ليس بينهما شئ، فعل ذلك من شغل، وزعم ابن عباس أنه صلى مع رسول الله (ص) بالمدينة الأولى والعصر ثمان سجدات ليس بينهما شئ ".
قال الشارح جلال الدين السيوطي: " قوله (الأولى) أي الظهر، فإنهم كانوا يسمون الظهر الأولى لكونها أول صلاة صلى جبرئيل بالنبي (ص).

(1) السنن للنسائي ج 1 / 286، ط مصر الأولى سنة 1248 ه‍.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»