معاوية الكتاب وشهادة الشّهود عليهم وأمر بقتلهم استوهب بعض جلسائه بعضهم، فوهبهم، فقام مالك بن هبيرة، فسأله في حجر فلم يشفعه فبعث معاوية رسله لقتل حجر بن عدي وأصحابه، فقالوا لهم: انّا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من عليّ واللّعن له! فإن فعلتم هذا تركناكم، وإن أبيتم قتلناكم وإنّ أميرالمؤمنين يزعم إن دماءكم قد حلّت له بشهادة أهل مصركم عليكم غير أنّه قد عفى عن ذلك فأبرؤا من هذا الرّجل نخلّ سبيلكم، قالوا: لسنا فاعلين فأمروا بقيودهم فحلّت، وبقبورهم فحفرت وأدنيت أكفانهم، وطلب منهم حجر أن يأذنوا له فيصلّي ركعتين فأذنوا له، فصلّى ركعتين. ثمّ قال: لا تطلقوا عنّي حديداً ولا تغسلوا عنّي دماً وادفنوني في ثيابي، فانّي مخاصمهم فقتل وقتل أصحابه.
ووائل بن حجر شرك في قتلهم.
ولا عجب من حفيده أن يغضب أهل البيت علهيم السّلام وشيعتهم في تاريخه «العبر» و «مقدمته» بأباطيل وأكاذيب وعدم ذكر فضائلهم. ومن ذلك أنّه لم يذكر حديث الغدير في حجّة الوداع.
طبع الكتاب في سنة 1284.
الاستيعاب ج 4 ص 1562 رقم/ 2736. تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 56 (الوفود). خاتمة تاريخ ابن خلدون، فصل التعريف بابن خلدون. بقلم المؤلّف، ج 7 ص 379. مستدرك الحاكم ج 3 ص 468. دائرة المعارف الإسلاميّة ج 1 ص 152. الكنى والألقاب ج 1 ص 273. الأعلام ج 4 ص 106. الغدير ج 11 ص 47 «الشهادة المزورة على حجر».