تركت العشا فان أصابها مغص حول السرة فهي حبلى وإلا فلا، ومعنى قوله هذا ان الرحم إذا اشتملت على الزرع انضمت والعسل الممزوج يهيج نفخا فإذا كانت الرحم منضمة ضاقت مجارى الريح فاحتبست تلك النفخ فيها وهاج من ذلك المغص، وقال غيره ان رفعت المرأة في قبلها الثوم ونامت عليه ووجدت من الغد رائحة الثوم فهي حبلى وإن لم تجد فليس بها حبل، وقال أبقراط ان كانت في الجانب الأيمن من الرحم قرحة ثم حملت المرأة كان ولدها أنثى وان كانت القرحة في الجانب الأيسر من الرحم ثم حبلت المرأة كان الولد ذكرا لان القرحة تشغل موضعها فلا يكون فيما يلي القرحة الجنين، وقال أيضا من صغر من النساء وكانت بيضاء حمراء كانت أكثر حبلا ممن عظم منهن أو كانت حمراء شقراء، وقال أيضا ان المرأة الباردة جدا لا تحبل لان البرد بجمد الزرع، والحارة جدا لا تحبل لان الحرارة تحرق الزرع، وكذلك اليابسة والرطبة جدا، لان اليبس يجفف الزرع والرطوبة تزلقه وتخرجه، وقال غيره ان وجدت المرأة ثقلا في الجانب الأيمن من الرحم وكانت حركتها و حركة عينها اليمنى (أثقل) (1) دل على أن الولد ذكر وان وجدت الثقل في الجانب الأيسر من الرحم وثقلت حركة عينها اليسرى فالولد أنثى. وإذا لم تلد المرأة فأردت أن تعرف أمن قبل المراة ذلك أو من قبل الرجل فخذ من بول الرجل وصبه على أصل خس نابت وصب من بول المرأة على أصل خس اخر فأي الأصلين وجدته من الغد قد جف فالفساد في ذلك الزرع، أو خذ من زرعهما والقه في اناء فيه الماء فأي الزرعين طغى على وجه الماء ففيه العقم والفساد، أو خذ شيئا من حمص وعدس وباقلى فازرعه في الأرض وتبول عليه المرأة أياما فان نبت شئ من ذلك فإنها تحبل وإلا فلا،
(٣٨)