الرحم كان الولد ذكرا مؤنثا، وقد يكون من جماع واحد عدة أولاد مثل ما يكون من الكلاب والخنازير، فاما زيادة العضو ونقصانه فيكون مما يجرى إلى ذلك العضو من كثرة مادة الزرع وقلتها، فاما قصر البدن وصغر المولود فإنه يكون ضيق الرحم أو قلة غذاء الجنين وذلك مثل الأترجة التي تدخلها في قنينة ضيقة وهي على غضها فلا تقدر ان تكبر فيها، و ان كانت القنينة واسعة وللأترج غذاء كاف عظمت واتسعت فيها، وكذلك الشجرة إذا نبتت بين أحجار لم تقدر ان تعظم، فاما ما نبت منها على الأرض الطيبة فإنها تعظم مثل أشجار طبرستان فإنها لسهولة ارضها وكثرة أمطارها تعظم جدا وتلتف التفافا وتذهب في السماء طولا، وربما رأيت في غياضها جنسا ما من الشجر قد اتصل بعضها ببعض والتحمت حتى لا يعرف الناظر غصن هذه الشجر من غصن تلك، ويسمى هذا الجنس الجولي، الباب الرابع في علامات الحبل والذكر والأنثى وغير ذلك ذكر أرسطوطيلس ان من دلائل الاشتمال ان يجف فم الرحم بعد الجماع، وان كان ذكرا يحدث في الشق الأيمن من الثدي ومن الرحم أيضا حركة ويقال انك إذا دعوت بامرأة حبلى وهي قائمة فرفعت قدمها اليمنى أولا دل ذلك على أن الولد ذكر وان رفعت اليسرى أولا فالولد أنثى وان اعتراها قبل الولاد وجع في عانتها وبطنها دل على سهولة الولاد وان اتجع صلبها دل على عسر الولاد، وانما تسترخي أبدانهن في أول الحمل لان الطمث يحتبس فيهن ويثقلهن حتى إذا اغتذى الجنين بذلك الدم جف الجسد، وذكر أرسطوطيلس ان امرأة ظنت ان بها حبلا فوضعت بعد سنة
(٣٦)