فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥٨٨
الأيمن ولا يستحب ان يرى الطير على شجر يابس أو على شجر له شوك.
الباب الثالث والثلاثون في الأرواح التي تعرض للناس، ان مذهبي فيما اكتب من قول الهند في هذا الباب وغيره ليس مذهب المتقلد له بل مذهب الحاكي، على انى رأيت أكثر الأمم مجمعين على تثبيت هذه الأرواح وكذلك الأنبياء صلوات الله عليهم قد ذكروا الشياطين والجن في كتب التنزيل، فاما فلاسفة الروم فإنها أنكرت ذلك وقالت الهند ان هذه الرياح تخالط الناس لعلل كثيرة فمنها ما يخالطهم لشهوة اللحم والدم أو الحرص على الكرامة والتعظيم أو للحب لمن يخالطه والعشق، وانما تتمكن منهم إذا صاروا في وحدة أو ظلمة أو في بيت عبادة قد خرب أو مقبرة أو في مربعة وتتسلط على الانسان إذا لم يتنظف أو عند ارتكاب المحارم ويعرض للناس في وقت امتلاء القمر أو في اوله وصنف منها في وقت المساء أو في ثمانية أيام من الشهر، وانما دخولها في الأبدان بمنزلة دخول شعاع الشمس في البلور ودخول الروح في الجسد، ومنها أرواح لها خدم ومن خدمتهم أولئك يكون التعرض للناس، وربما كان تسلطها بان يقول السيد لعبده أو الوالد لولده اخذك الشيطان أو لسعتك الحية، ومن اعلام ما كان يخالطه من الناس ان يلحس ريقه ويرعد فرائصه ويكثر نومه ويحب صعود الجبال ويعدو على البروق كأنه يريد اخذها، وهذه الرياح تهرب من الجواهر ومن أكاليل الورد والياسمين ومنها ما يطلب الفداء فيوضع فداؤه في بيوت العبادة في ضروب الأكاليل والطيب، ووصفوا لكل صنف منها ما يفادي
(٥٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 ... » »»