الغذاء ويجانب الشراب، وان عملت من قضيب آس طري مثل دائرة الخاتم وأدخلته في خنصر الرجل التي تلي الاربية الوارمة سكن الورم بإذن الله، الباب الرابع في علة حمى اقطيقوس، علتها اما من حمى يوم تهيج من غضب أو من سهر أو فكر أو غم ولا سيما إذا كان مزاج الرجل حارا يابسا فان مثل هذا المزاج ربما عرض منه السل وتكون علتها أيضا حميات مزمنة تفني رطوبات البدن ومن كل شئ تشتعل منه في البدن الحرارة غير أن تلك الحرارة ان سخنت الرطوبات التي في الآنية فقط ولم تك مع ذلك عفونة هاجت حرارة البدن فقط، وان هي سخنت الرطوبات وعفنتها هيجت حميات الصفرا التي تكون في داخل العروق والأوردة، فان وصلت تلك الحرارة الهائجة إلى الرطوبات التي في المواضع الخالية من البدن كان منها النوع الأول من الاقطيقوس وان وصلت تلك الحرارة الهائجة إلى الرطوبات التي في اللحم كان منها النوع الثاني من هذه الحمى ويقال لها مارسموس وهي عسيرة العلاج، وان جاوزت الحرارة إلى رطوبات الأعضاء الصلبة التي في البدن لم يرج برئه، ومن هذه الحمى نوع يسمى هرم السقم و يهيج ذلك من برد شديد يعرض للبدن ومن تتابع أمراض تبرد بها الأعضاء، وقد قالوا فيها قولا وهو ان الحرارة الهائجة إذا وصلت إلى جسم القلب فغيرته عن مزاجه الغريزي من غير أن تيبس رطوبته كان منه النوع الأول من هذه الحمى، وان أحدثت الحرارة يبسا يسيرا كان منها النوع الثاني، وان التهبت في رطوبة القلب حتى تنشفها وتيبسها كان منها النوع الثالث وجف لذلك الدم وقتل،
(٢٨٩)