ويكون أيضا من خراج يخرج في الساق فتأتيه الطبيعة لدفع الداء ويجري معها الدم والريح ويمر بالاربية والاربية رخوة إسفنجية وهي مما تقبل الفضول فيهيج من ذلك ومما يشبهه من القروح الوجع وتهيج من الوجع حرارة في البدن ويسخن بسخونة البدن القلب أيضا، وكذلك التعب والأشياء الملهبة إذا أفرطت التهبت الحرارة وتراجع تلك الحرارة إلى القلب ويغلي لذلك الدم غليانا، فإذا كانت المادة التي في البدن يسيرة كانت منه حمى، وان كل في البدن فضول كثيرة عفنة دامت الحمى فأسقمت " الأعضاء الأصلية " (1) أيضا، ومن خاصة هذه الحمى ان حرارتها شبيهة بالحرارة الطبيعية غير بعيدة الشبه منها، فالعلة التي تهيجها قريبة غير بعيدة، وماء أصحابها شبيه بماء الأصحاء، ويكون البحران فيها برطوبة يسيرة ترشح من البدن ويكون النبض سريعا عظيما غير مستوي، اما عظمه فلان قوة البدن تكون قوية لم تضعف بعد، وسبب سرعته ان الطبيعة تحتاج إلى ادخال " النسيم " (2) البارد إلى القلب لتبريد الحرارة الهائجة وينبغي للطبيب ان يسأل المحموم عن سبب علته فإنه لا يخفى عليه ان كان سار في الشمس كثيرا أو اكل وشرب أشياء حارة مثل العسل والثوم والخمر الصرف أو تعب أو غم فإذا عرف ذلك عالجه بضده ان كان سببه حرارة ويبسا فبكل شئ يبرد ويلين، وان كان من برد ورطوبة فبكل ما يسخن ويبيس، وينفع من يحم بالليل ان يعلق في عنقه رجل العنكبوت اليسرى في خرقة أو يعلق خرزة من عنق الذئب أو يعلق عليه العنكبوت الصغير الذي يصيد الذباب يربط حيا في جلد أيل ويعلق في العضد الأيسر من المحموم،
(٢٨٦)