فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٨٧
الباب الثالث في علامات تسعة أنواع من حمى يوم وعلاجها، ان كان علة هذه الحمى من حرارة الشمس يبس جلده و يكون رأسه أسخن من بدنه ولا يقدر ان ينظر إلى ضوء الشمس، وعلاجه كل غذاء أو تدبير بارد لين ويشرب سكر طبرزد بماء القرع وان ينطل على رأسه ماء حارا قد طبخ فيه بنفسج وبابونج ويدهن وبدهن بنفسج مبرد وماء ورد مبرد ويجتنب كل حار، وان كان علتها البرد ثقل الرأس وصار البدن يابسا خشنا وابيض الماء وعلة بياضه هرب الحرارة " وعجزها عن صبغ البول " " والبرد من داخل البدن " (1)، وعلاج ذلك أن ينكب بعد اقلاع الحمى على ماء قد طبخ فيه المرزنجوش والبابونج ويدخل الحمام ويتمرخ بدهن الخيري أو دهن البابونج بعد أن يعرق لئلا يسد الدهن منافذ العروق فإذا خرج اكل أطعمة حارة رطبة وشرب شرابا بالماء الحار وسخن هواء البيت برياحين حارة مثل الخيري والنرجس والمرزنجوش و " والياسمين " والأترج، وان كانت علة هذه الحمى من الاغتسال بماء مالح أو كبريتي فعلامتها مثل حمى البرد وأكثر منها، ويكون بوله أشد بياضا، وعلاجه مثل العلاج الأول، وقد يعرض الحمى من شدة برد الهواء وذلك أنه يستحصف الجلد وينسد منافذ البدن وتحتبس فيه الحرارة وتهيج منها الحمى، وعلامة من تخم من مطاعم أو مشارب حارة صفرة البول وحرارة في الكبد، وهذه الحمى تأخذ في الروح الغريزية لان تلك الأطعمة تسخن الكبد أكثر من تسخينها لسائر الأعضاء، وعلاجه ان يشرب بعد سكون الحمى السكنجبين وماء الرمان

(1) " وعلة صغر النبض هرب الحرارة عن داخل البدن "
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»