فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٥٨
عروق دقاق إلى المثانة، والعرق الذي يجري منه المني متصل بها وفعلها اخراج المني إلى الأنثيين، وقد تعرض فيها قرحة و آكلة وورم وسدد تكون من فضول تتجلب إليها أو من حصاة أو من ريح غليظة، وتكون الحصاة في عروقها المتصلة بالمثانة فيهيج منها وجع كالقولنج، وأكثر من يصيبه حصاة الكلية الشباب، ويكون لونها احمر، فاما ما يحدث في المثانة من الحصى فان لونها أبيض و ربما انقطع منها عرق فيخرج منها بغتة دم في البول، وانما ينقطع العرق إذا امتلأ من الدم أو لبرد ويبس يحدث فيه أو لانتفاخ أفواهه أو لانشقاقه، وانما ينشق من رياح تحتقن فيه أو من ضعف عن احتمال ما يجري اليه من الدم، وربما خرج من الكلية دم لضعف القوة الحابسة عن حبس الدم فيها، وذكر جالينوس العالم انه ربما خرج في البول شئ شبيه الشعر في طول شبر وذلك من فضلة لزجة في الكلية، وربما ضعفت الكلية فلا تقدر على حبس البول فكما أن صاحب الشهوة الكلبية لا يشبع ولا يقدر ان يحبس الطعام في بطنه فكذلك صاحب هذا الداء لا يروي من الماء ولا يقدر ان يحبسه، الباب التاسع في علامات علل الكلية قال الحكيم البقراط إذا كان البول دسما سريع الخروج دل على أن الحرارة غالبة فيها فهي تذيب شحم الكلية، وقال غيره إذا كان الماء ابيض وقل العطش دل على بردها، وان احمر البول واصفر واحترق المني وذاب الشحم دل على فرط حرارتها وان كان البول في بدء العلة ابيض كدرا دل على حصاة، فإذا اخذ ينهضم بال شيئا يشبه الرمل فوجد له راحة ونفعه أدوية تنزل البول، وان خرج في البول أولا قبح ثم دم أو خرج شئ يشبه قطع اللحم
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»