البول فربما انفجرت قرحة تكون في الكبد أو الطحال أو الكلية فتجري تلك المادة إلى المثانة، أو أن يكون فم المثانة ضيقا من الجبلة فلا يخرج البول الا بشدة، وجملة القول ان للحصر علتين اما حدة الماء من ضعف المثانة عن اخراج البول أو لسدد فيها، وللتقطير أيضا علتان اما حدة الماء وحرقته أو ضعف المثانة عن حبسه، وقال أبقراط ان المثانة إذا أفرط حرها تورم عنقها فتحرق المثانة ما يجتمع فيها من البلة فيخرج ما رق وصفى منها ويجمد ما غلظ فيتحجر وأكثر ما يعرض ذلك للاحداث وذلك لان أعناق مثاناتهم ضيقة لا تنفذ فيها الرطوبات الغليظة، الباب الثاني عشر في علامات علل المثانة، إذا رأيت في العانة أو في المراق نفخة مستديرة فاعلم أن المثانة ممتلية من الماء، وان عصرت المثانة بيدك فلم يخرج البول فالعلة من سدد فيها وليس من ضعفها، فان رأيت فيما يبول مثل الرمل في أسفل القارورة واحتك الذكر وانتشر أحيانا من غير شهوة وتجد في طرفه وجعا فذلك علامة الحصاة، ومن علامتها أيضا ان ينام على ظهره ويرفع رجليه ويحركها تحريكا شديدا حتى يدفع الحصاة عن فم المثانة ثم يحاول البول فان خرج البول فالعلة من الحصاة وإن لم يخرج فالعلة من غيرها، وأكثر ما تعرض الحصاة للصبيان من قبل غلظ أطعمتهم، ومن كان معتادا لأطعمة غليظة ثم اصابه الحصر دل على أن العلة من مادة غليظة، فان رأيت في البول دما مختلطا دل على أن ذلك من الكلية وانما يختلط الدم بالماء لبعد الكلية من البول (؟)، وان كان الدم غير مختلط بالبول فالقرحة في المثانة، وان كان البول كدرا غليظا فيه شئ يشبه
(٢٦٢)